* 15 مليون مصرى يعانون ارتفاع ضغط الدم و32% منهم يخضعون للعلاج.
فى إحتفالية للإعلان عن التوصيات الجديدة لتشخيص وعلاج إرتفاع ضغط الدم والذى يُعد أكثر الأمراض غير المُعدية إنتشاراً فى العالم وأكثر المسببات للسكتة الدماغية ونزيف المخ وهبوط القلب.
أقامت الجمعية المصرية لضغط الدم عرضا للأطباء للتوصيات الجديدة التى تواكب التقدم العلمى فى طرق تشخيص وعلاج المرض، وأوضح د. محمد محسن إبراهيم رئيس الجمعية وأستاذ القلب بطب القاهرة أن غياب الإرشادات يؤدى لإهدار الموارد وعلاج المرضى طبقا للإنطباعات وما يريده صناع الدواء.
ونظرا لإنتشار المرض بين المصريين، فان تكلفة العلاج تشكل عبئا زائدا على الإقتصاد، وتظهر الإحصاءات أن مصر تحظى بأحد أعلى معدلات الإصابة بضغط الدم بجانب إنخفاض مستوى الوعى.
وتوضح د. وفاء العروسى أستاذ ورئيس قسم القلب بطب القاهرة ان جمعية ضغط الدم كان لها السبق فى إصدار توصيات مصرية تخص مرضاً بعينه وتناسب النظام الصحى والظروف الإجتماعية والإقتصادية والبيئية وأسلوب معيشة المصريين، ولذا فهى تختلف عن التوصيات الصادرة من دول العالم الغربى التى قد يصعب تطبيقها بمصر.
ويسبق تطبيق هذه التوصيات كما يقول د. حسام قنديل أستاذ القلب بطب القاهرة فترة إعداد يتم فيها الإطلاع على كافة الأبحاث من مختلف دول العالم، ودراسة التوصيات السابقة حيث تبين من دراسات المشروع القومى المصرى لإرتفاع ضغط الدم أن الإصدار المصرى يتوافق مع الظروف الإقتصادية للمريض.
كما أن أكثر من ربع المصريين البالغين -15 مليون مريض- يعانون إرتفاع ضغط الدم، كما أن نسبة الخاضعين للعلاج لا تتجاور 23% من مجمل المرضى و8% من الحالات تمكنوا من السيطرة على الضغط المرتفع وإعادته للمستويات الطبيعية.
ويعد إرتفاع ضغط الدم أحد الأسباب الرئيسية المؤدية للسكتة الدماغية ونزيف المخ وهبوط القلب وتصلب الشرايين وفشل الكلى، بالإضافة لكونه أوسع الأمراض المزمنة غير المعدية إنتشاراً فى العالم.
وتهدف التوصيات لوضع سياسة علاجية بناء على الدراسات الحديثة وبعيداً عن الإنطباعات الشخصية والمعلومات الناقصة وما قد تروجه شركات الدواء.
ونظرا لأن التوصيات الغربية لا تراعى ظروف المرضى فى دول العالم الثالث، كانت هناك ضرورة لوجود توصيات خاصة أطباءنا للوصول للرعاية الطبية المثلى للمرضى فى ضوء المعلومات الحديثة مع مراعاة الظروف المحلية والفروق السابق الإشارة اليها علما بأن معظم المرضى فى مصر يتحملون نفقات العلاج من دخلهم الشخصى.
ومن أهم أسباب المرض الجهل الشديد بالأسلوب الصحى للمعيشة وإنتشار العادات الغذائية السيئة وإرتفاع معدلات السمنة.
وتؤكد التوصيات المصرية على ضرورة الدقة عند قياس الضغط للحصول على قراءات سليمة والحاجة الى أخذ قياسات متكررة قبل تشخيص المرض.
ويختلف تعريف قراءات الضغط التى تتخذ أساسا لتشخيص المرض عما هو متعارف عليه فى التوصيات الأجنبية برفع الحد المطلوب الى 95/150 عند غياب اى عوامل خطر أخرى، للإقلال من إحتمالات التشخيص الخاطئ وعلاج المرض دوائيا دون ضرورة وسيتطلب هذا التعديل مراجعة المريض لطبيبه لتحديد الجرعات الدوائية المناسبة له طبقا لسنه وحالته الصحية.
كذلك دعت التوصيات المصرية الجديدة إلى الإلتزام التام بنظام غذائى خاص لمرضى الضغط والإقلال قدر الإمكان من ملح الطعام وإنقاص الوزن وممارسة الرياضة اليومية، وتجنب العقاقير التى تسبب إرتفاع الضغط، كما لاينصح باللجوء للعقاقير الخافضة للضغط إلا بعد متابعة طبية تتراوح من أسبوع إلى عدة أشهر حسب مستوى الضغط وحالة المريض ونتيجة الفحوص المعملية.
ولا ينصح بالعلاج الدوائى فى الحالات البسيطة التى لا يصحبها أى من عوامل الخطر التى تؤدى الى تصلب الشرايين المبكر مثل السكر والتدخين وزيادة دهون الدم والتاريخ الوراثى الا اذا تجاوز مستوى الضغط 100/160 فى عدة قراءات.
ونظرا لغياب الشكوى من أعراض المرض، نصحت التوصيات بمتابعة المرضى كل بضعة أشهر لبحث الآثار الجانبية المحتملة التى قد تسببها بعض الأدوية.
الكاتب: سهير هدايت.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.